عيادات الاستاذ الدكتور

تأثير المسكنات على الكلى: هل الإفراط في تناول الأدوية يضر الكلى؟

تأثير المسكنات على الكلى

تُعد الكلى من أهم أعضاء الجسم، فهي مسؤولة عن تنقية الدم من السموم وتنظيم توازن السوائل والأملاح. لكن كثيرًا من الناس لا يدركون أن الإفراط في تناول بعض الأدوية، خصوصًا المسكنات، قد يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الكلى. في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين المسكنات ووظائف الكلى، ونوضح المخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط لهذه الأدوية، وكيفية تجنبها.

كيف تعمل الكلى ولماذا هي حساسة لبعض الأدوية؟

الكلى تقوم بتصفية الدم من الفضلات الناتجة عن عملية الأيض، وتفرز هذه الفضلات عن طريق البول. ولأن الدم يمر باستمرار عبر الكلى، فإن أي مادة كيميائية تدخل الجسم، مثل الأدوية، تمر أيضًا بالكلى، مما يجعلها عرضة للتأثر بهذه المواد، خصوصًا إذا كانت تُستخدم لفترات طويلة أو بجرعات عالية.

أنواع المسكنات وتأثيرها على الكلى

1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)

مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen)، النابروكسين (Naproxen)، والديكلوفيناك (Diclofenac).
هذه الأدوية تُستخدم على نطاق واسع لعلاج الآلام والالتهابات، لكنها قد تُقلل تدفق الدم إلى الكلى، مما يؤدي إلى ضعف في وظائفها، خاصة عند الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط أو السكري.

تحذير: الاستخدام اليومي أو المنتظم لهذه الأدوية دون إشراف طبي قد يزيد خطر الإصابة بـالفشل الكلوي الحاد أو المزمن.

2. الباراسيتامول (Paracetamol)

يُعتبر أكثر أمانًا للكلى عند استخدامه بالجرعة الموصى بها، لكنه قد يُسبب ضررًا عند الاستخدام المفرط أو المزمن، خصوصًا عند المرضى الذين يعانون من مشاكل كبدية أو كلوية مسبقة.

3. المسكنات المخدرة (Opioids)

مثل الترامادول أو المورفين، لا تؤذي الكلى بشكل مباشر في العادة، لكن الجرعات الزائدة منها قد تُسبب مشاكل في ضغط الدم أو احتباس البول، مما ينعكس سلبًا على وظائف الكلى.

من هم الأكثر عرضة لخطر تأثير المسكنات على الكلى؟

  • مرضىالسكري وارتفاع ضغط الدم

يُعد مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل الكلى، حتى دون استخدام المسكنات. فهذان المرضان يؤثران بشكل مباشر على الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى، مما يؤدي إلى تقليل كفاءتها مع مرور الوقت. وعند استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين، يزداد العبء على الكلى، مما قد يسرّع من تدهور وظائفها ويزيد خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.

  • مرضىقصور القلب

الأشخاص الذين يعانون من قصور في عضلة القلب غالبًا ما يكون لديهم ضعف في تدفق الدم إلى الأعضاء، ومنها الكلى. المسكنات، خصوصًا NSAIDs، يمكن أن تُقلل تدفق الدم إلى الكلى بشكل إضافي، مما يزيد من خطر حدوث قصور كلوي حاد. كما أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، وهو ما يُشكل عبئًا إضافيًا على القلب الضعيف في الأصل.

  • الأشخاص المصابون مسبقًا بأمراض الكلى

من لديهم أمراض كلوية مزمنة أو حتى خفيفة يكونون أكثر حساسية لتأثير الأدوية، لأن كفاءتهم في تصفية السموم وإخراجها من الجسم تكون منخفضة. استخدام المسكنات دون إشراف طبي في هذه الحالات قد يؤدي إلى تدهور مفاجئ في وظائف الكلى، وقد يُسرّع من الوصول إلى مراحل متقدمة من الفشل الكلوي تتطلب الغسيل الكلوي (الديال).

  • كبار السن

مع التقدم في العمر، تقل كفاءة أعضاء الجسم بشكل عام، ومن ضمنها الكلى. كبار السن أيضًا يتناولون غالبًا أدوية متعددة لأمراض مزمنة مثل الضغط، السكري، أو التهاب المفاصل، ما يزيد من خطر التداخلات الدوائية. المسكنات قد تتراكم في الجسم بشكل أكبر عند كبار السن وتؤدي إلى تسمم أو تدهور مفاجئ في وظائف الكلى، خاصة عند غياب المراقبة الطبية.

  • من يتناولون أكثر من نوع من المسكنات في نفس الوقت أو لفترات طويلة

الاستخدام المفرط أو المزمن للمسكنات، أو تناول أكثر من نوع معًا (مثل الجمع بين الإيبوبروفين والديكلوفيناك)، يزيد بشكل كبير من الضغط على الكلى ويضاعف احتمالية حدوث آثار جانبية خطيرة. هذا النوع من السلوك يُلاحظ أحيانًا لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة ويحاولون تخفيف الألم دون إشراف طبي، مما يجعلهم عرضة لتلف كلوي غير قابل للعكس.

 

أعراض تأثر الكلى بالمسكنات

غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن في حال حدوث ضرر كبير قد يلاحظ المريض:

  • تورم في الأطراف (نتيجة احتباس السوائل)
  • انخفاض كمية البول
  • إرهاق مستمر
  • ارتفاع ضغط الدم
  • تغير في لون البول

نصائح لحماية الكلى عند استخدام المسكنات

  • لا تتناول أي مسكنات لفترة تتجاوزعدة أيام متواصلة دون استشارة الطبيب
  • اشرب كميات كافية من الماء أثناء تناول الأدوية
  • استخدم أقل جرعة فعالة لأقصر مدة ممكنة
  • أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية أخرى
  • راقب وظائف الكلى بشكل دوري إذا كنت تستخدم مسكنات بانتظام

هل هناك بدائل أكثر أمانًا؟

نعم، في بعض الحالات يمكن استخدام طرق غير دوائية لتخفيف الألم، مثل:

  • الكمادات الباردة أو الساخنة
  • العلاج الطبيعي
  • جلسات التدليك
  • تمارين التمدد
  • استخدام الباراسيتامول عند الحاجة (وفق الجرعة الموصى بها)

استخدام المسكنات أمر شائع وضروري في حالات كثيرة، لكن الإفراط في تناولها دون إشراف طبي قد يؤدي إلىأضرار جسيمة في الكلى قد لا تُكتشف إلا في مراحل متقدمة. الحفاظ على صحة الكلى يتطلب وعيًا بالأدوية التي نستخدمها ومدى تأثيرها، لذا يُنصح دائمًا باللجوء إلى الطبيب عند الحاجة المتكررة لتناول المسكنات.

المصادر

Share:
blank

Dr. Waleed Ghoneima

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are makes.

أحجز موعدك الان نحن ملتزمون بتزويدك بأعلى جودة من رعاية مرضى البروستاتا، والتي تم تصميمها خصيصًا لتلبية احتياجاتك الفريدة.