تُعد عمليات تصحيح حوض الكلى عند الأطفال من الإجراءات الجراحية الشائعة لعلاج العيوب الخلقية في المسالك البولية، مثل الانسداد في اتصال الحوض بالحالب (UPJ Obstruction). ورغم أن هذه العمليات غالبًا ما تُحقق نتائج ممتازة، إلا أنها – كأي إجراء جراحي – قد تكون مصحوبة ببعض المضاعفات التي يجب التعرف عليها ومراقبتها بدقة.
في هذا المقال، نستعرض أهم المضاعفات المحتملة لعمليات حوض الكلى عند الأطفال، وكيفية الوقاية منها لضمان أفضل نتائج ممكنة، وتعزيز تعافي الطفل بأمان.
أولًا: ما هي عملية حوض الكلى عند الأطفال؟
عملية حوض الكلى (Pyeloplasty) هي إجراء جراحي يُستخدم لعلاج انسداد المنطقة التي يلتقي فيها حوض الكلى بالحالب. هذا الانسداد قد يكون خلقيًا أو مكتسبًا، ويُسبب تراكم البول في الكلى، ما يؤدي إلى توسعها (استسقاء الكلى) وقد يتطور لاحقًا إلى ضعف في وظيفة الكلية.
الهدف من الجراحة هو إزالة الجزء الضيق من الحالب وإعادة توصيل الحالب بالحوض بطريقة تسمح بتصريف البول بشكل طبيعي.
ثانيًا: ما هي المضاعفات المحتملة بعد الجراحة؟
رغم أن نسب النجاح في هذه الجراحة عالية، إلا أن هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد العملية، ومنها:
1. تسريب البول من موضع الجراحة
- قد يحدث تسرب بسيط للبول من مكان الاتصال الجديد بين الحالب والحوض، خاصة في الأيام الأولى بعد العملية.
- يتم التعامل معه غالبًا باستخدام قسطرة بولية داخلية (دعامة أو أنبوب نزح خارجي).
2. التهاب الجرح أو عدوى البول
- العدوى قد تحدث في مكان الجرح أو في مجرى البول، خصوصًا عند عدم الالتزام بالتعقيم أو الرعاية المنزلية بعد العملية.
- تظهر أعراض مثل الحمى، تغير في رائحة البول، أو احمرار الجرح.
3. تكون نسيج ليفي يسبب عودة الانسداد
- في بعض الحالات، يتكون نسيج ندبي (Fibrosis) في موضع الجراحة يؤدي إلى ضيق جديد في الحالب.
- قد يحتاج الطفل إلى إعادة تقييم، وقد يتطلب تدخلًا جراحيًا ثانيًا.
4. نزيف أثناء أو بعد العملية
- هو مضاعفة نادرة، وغالبًا ما يكون بسيطًا ويتحسن من تلقاء نفسه.
- يتطلب مراقبة دقيقة للعلامات الحيوية والهيموغلوبين.
5. تأخر تحسن الكلية وظيفيًا
- بعض الأطفال قد يحتاجون إلى وقت أطول لتحسن وظائف الكلية، خاصة إذا كانت الكلية متوسعة لفترة طويلة قبل العملية.
6. تحرك أو انسداد القسطرة الداخلية
- إذا وُضع أنبوب داخلي (Stent)، فقد يتحرك من مكانه أو يُسبب انسدادًا مؤقتًا، ما يؤدي إلى أعراض بولية مزعجة.
ثالثًا: طرق الوقاية من المضاعفات
رغم أن بعض المضاعفات قد لا تكون قابلة للتجنّب بالكامل، إلا أن هناك خطوات مهمة يُمكن اتخاذها لتقليل خطر حدوثها:
1. اختيار الجراح ذو الخبرة
- إجراء العملية على يد طبيب متخصص في جراحة المسالك البولية للأطفال يقلل من نسبة الخطأ أو المضاعفات.
2. التحضير الجيد قبل العملية
- إجراء فحوصات كاملة للكلى والبول (مثل تصوير الكلى، وتحليل البول وزراعته) يساعد على تجنب الالتهاب قبل الجراحة.
3. الاهتمام بالتعقيم والرعاية في المستشفى
- الالتزام بتعليمات فريق التمريض حول نظافة الجرح وتغيير الضمادات يقي من العدوى.
4. المتابعة بعد العملية
- زيارة الطبيب في المواعيد المحددة، وإجراء تصوير دوري للكلى (مثل أشعة الصبغة أو الموجات فوق الصوتية) لمراقبة تدفق البول وتحسن الحالة.
5. التوعية المنزلية للأهل
- تثقيف الوالدين حول أعراض المضاعفات، مثل الحمى، أو تغير في البول، أو انتفاخ في البطن، يُساعد في التدخل المبكر.
رابعًا: متى يجب القلق بعد العملية؟
على الأهل التوجه للطبيب فورًا في الحالات التالية:
- ظهور حمى متكررة بعد العملية
- ملاحظة قلة التبول أو تغير لونه بشكل غير معتاد
- ألم شديد في البطن أو الجانب
- خروج صديد أو سائل غريب من الجرح
- تورم في موقع الجراحة أو حول الكلية
عمليات حوض الكلى عند الأطفال هي من الجراحات الفعالة التي تُحسن من وظائف الكلى وتمنع مضاعفات الاستسقاء الكلوي على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن فهم المضاعفات المحتملة وطرق الوقاية منها يُساعد الأهل والطبيب في ضمان أفضل تعافٍ للطفل، وتقليل الحاجة لأي تدخل إضافي. والمتابعة المنتظمة تُعد عنصرًا أساسيًا في نجاح العلاج.
1. هل عملية حوض الكلى عند الأطفال خطيرة؟
لا، العملية تُعد آمنة نسبيًا ونسبة النجاح فيها مرتفعة، خاصة إذا أُجريت على يد طبيب متخصص في جراحة المسالك البولية للأطفال. ومع ذلك، كأي جراحة، قد تحدث بعض المضاعفات التي يمكن التعامل معها عند اكتشافها مبكرًا.
2. كم تستغرق فترة التعافي بعد عملية حوض الكلى؟
يتعافى معظم الأطفال خلال 7 إلى 14 يومًا بعد الجراحة، ويمكنهم العودة للنشاط الطبيعي خلال أسابيع قليلة، حسب استجابة الجسم. يُوصى بإجراء متابعة منتظمة بالكشف والصور الصوتية.
3. هل يعود الانسداد بعد العملية؟
في بعض الحالات النادرة، قد يحدث ضيق ثانوي بسبب التليف أو الندبات في موضع الجراحة، مما يستدعي إعادة التقييم وربما التدخل مرة أخرى.
4. هل يحتاج الطفل إلى قسطرة بولية بعد الجراحة؟
نعم، غالبًا ما يتم تركيب دعامة داخلية مؤقتة (Stent) أو أنبوب نزح خارجي (Drain) لتصريف البول بشكل صحيح في الأيام الأولى بعد الجراحة، ويتم إزالته في زيارة المتابعة.
5. هل يمكن الوقاية من المضاعفات بشكل كامل؟
لا يمكن منع كل المضاعفات بنسبة 100%، لكن اتباع تعليمات الطبيب، والالتزام بنظافة الجرح، والمراقبة المنزلية الدقيقة يقلل بشكل كبير من نسبة حدوثها.
6. هل تؤثر الجراحة على وظيفة الكلى مستقبلًا؟
بالعكس، الجراحة تهدف إلى تحسين وظيفة الكلى ومنع التدهور الناتج عن الانسداد. كلما أُجريت العملية مبكرًا قبل حدوث تلف دائم، كانت فرص الحفاظ على الكلية أفضل.
المصادر
European Association of Urology (EAU) Guidelines on Paediatric Urology
https://uroweb.org/guidelines
Mayo Clinic – Pediatric Pyeloplasty Surgery Overview
https://www.mayoclinic.org
National Kidney Foundation – Hydronephrosis in Children
https://www.kidney.org
American Urological Association (AUA) – Pediatric UPJ Obstruction
https://www.auanet.org
WebMD – Kidney and Urinary Tract Problems in Children
https://www.webmd.com/children/kidney

